البلغم الأبيض بدون سعال هو أمر شائع بشكل كبير، حيث أن الجسم ينتج البلغم أو المخاط بشكل طبيعي للمحافظة على المجرى التنفسي والجيوب الأنفية، ولكن إذا أصيب الجسم بعدوى بكتيرية أو فيروسية فإنه ينتج المزيد من هذا المخاط الذي يشعر به المريض بشكل ملحوظ، وفي بعض الحالات يكون مصحوب بسعال، ولكن يمكن ملاحظته دون المعاناة من السعال, وفيما يلي البلغم الأبيض بدون سعال.  

البلغم الأبيض بدون سعال

يشكل البلغم طبقة واقية فوق الأغشية المخاطية التي تبطن مجرى الجهاز التنفسي العلوي، وبما أنها لزجة فهي تحتجز جزيئات غريبة صغيرة، مثل المواد المسببة للحساسية، التلوث، والغبار، وتصفيها قبل أن تصل إلى الرئة وتسبب أضرارا خطيرة. في الظروف العادية، الفرد السليم ينتج حوالي ربع جالون من المخاط يوميا، ولكن هذا لا يلاحظه أحد، لأننا نميل إلى ابتلاع الإفرازات بدلاً من نفخها خارج الأنف. في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية أو فيروسية، نزلات برد، أو حساسية تسبب تهيج الجيوب الأنفية فإن الجسم يستجيب لهذه العوامل عن طريق إفراز المزيد من البلغم الأبيض. وبما أنك لا تستطيع ابتلاع كل هذا البلغم الإضافي، فإنه يبقى في الجهاز التنفسي العلوي ويبدأ في التكتل، وفي حين أن ذلك قد يكون مزعجا، فإن المخاط الزائد هو دليل على أن جسمك يقوم بدوره لتطهيره من مسببات الأمراض والعدوى, وهذا كان البلغم الأبيض بدون سعال, وفيما يلي أسباب حدوث البلغم الأبيض بدون سعال.  

الأسباب الشائعة لحدوث المخاط الأبيض

البلغم الأبيض بدون سعال يرجع إلى العديد من العوامل، وبناء على السبب يقوم الطبيب بوصف العلاج المناسب للحالة، وأيضًا يمكن أن يتحول هذا البلغم الأبيض إلى لون آخر مع تطور الإصابة. ومن الأسباب الشائعة ما يلي :

• نزلات البرد

نزلات البرد من الأسباب الشائعة لظهور المخاط الأبيض أحيانا يكون مصحوب بسعال وأحيانا لا، وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال يصابون بنزلات البرد حوالي عشر مرات كل عام، بين تقل النسبة في البالغين إلى متوسط ثلاث مرات.

هناك أكثر من 200 فيروس يمكن أن يسبب الزكام ويؤدي إلى العدوى، في حين أن الأعراض قد تختلف من شخص لآخر، إلا أن الأعراض الأكثر شيوعًا هي دموع العيون، والعطس، والتهاب الحلق، والإفرازات المخاطية التي تكون واضحة في البداية ولكنها تصبح سميكة وتتحول إلى البلغم الأبيض الشفاف مع تقدم العدوى.

في النهاية يتجه المخاط إلى الحلق من الأوردة الخلفية، وهذا يؤدي إلى ما يسمى سعال المخاط، في معظم الحالات يكون البلغم ابيض اللون، ولكن من الطبيعي أن يتغير اللون اعتمادا على شدة العدوى, وهذه إحدي اسباب حدوث البلغم الأبيض بدون سعال.

• التهاب الجيوب الأنفية

هذه الحالة هي درجة أعلى من نزلات البرد الشائعة من حيث شدة الأعراض، عادة ما يظهر الأشخاص الذين يعانون من التهاب الجيوب الأنفية مع احتقان الأنف وصعوبة في التنفس، ويكون لديهم إفراز البلغم الأبيض بدون سعال أو بلغم أصفر أو أخضر.

بالإضافة إلى ذلك فإن الأطفال يميلون إلى تقيئ هذا المخاط وهذا يسبب حالة تسمى السعال الانعكاسي، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل القيء والغثيان, وهذه إحدي اسباب حدوث البلغم الأبيض بدون سعال.

• التهاب الشعب الهوائية

عادة ما يكون التهاب الشعب الهوائية من المضاعفات الثانوية التي تنشأ إما بسبب التهاب مجرى الهواء من عدوى فيروسية، أو التعرض للمهيجات والحساسية، أو دخان التبغ، أو بسبب أمراض أخرى تسبب التهاب الشعب الهوائية.

أعراض التهاب الشعب الهوائية تحاكي أعراض نزلات البرد ومع ذلك قد يتغير المخاط الأبيض إلى اللون الأخضر المصفر عندما يتسرب إلى المجرى الهوائي ويبدأ في تغيير لون البلغم، إذا استمرت الحالة لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، أو اكتشفت وجود الدم، يجب زيارة الطبيب على الفور, وهذه إحدي اسباب حدوث البلغم الأبيض بدون سعال.

• التدخين

هذه العادة السيئة هي سبب شائع آخر للبلغم الأبيض، وأحيانا يستمر البلغم لعدة أسابيع متتالية، إفراز المخاط عند المدخنين هو استجابة للسموم والمهيجات الأخرى التي تستنشقها مع الدخان.

والسبب الآخر هو أن التدخين يمكن أن يسبب التهابا و جفافا وتورّما في الشعب الهوائية فينتج بلغ إضافي يساعد على ترطيب الحنجرة الجافة, وهذه إحدي اسباب حدوث البلغم الأبيض بدون سعال.

 

هل لون البلغم له أهمية كبيرة

يتكون المخاط في الغالب من الماء والملح مع البروتينات لمحاربة العدوى، وعادة ما يكون لون البلغم ابيض شفاف، في حالة الإصابة بمرض أو عدوى ما قد يتغير اللون بألوان مختلفة، وهذا غالبا ما يجعل الناس يتساءلون عما إذا كان لون البلغم ذو أهمية كبيرة في تشخيص الحالة, والحقيقة أن لون البلغم أمر مهم للغاية في تحديد فترة المرض، أيضا في معرفة ما إذا كان الجهاز المناعي يستجيب بالفعل أم لا. وتشمل ألوان البلغم ما يلي :

• مخاط أبيض واضح أو رقيق

هذا مؤشر واضح على عدم وجود عدوى أو قيح أو دم.

• المخاط الأبيض السميك

عادة ما يكون مؤشرا على الارتجاع المريئي، ولكن يمكن أن يحدث أيضا بسبب شرب الحليب والمشروبات السميكة الأخرى، مما يؤدي إلى حالة توصف على نحو غير موسع بأنها الحلق المخاطي الأبيض.

• المخاط الأصفر والأخضر

المخاط الأصفر يعني أن المخاط يحتوي على خلايا دم بيضاء، المخاط الأصفر السميك يشير إلى عدوى فيروسية أو بكتيرية وهو عرض منتظم في التهاب الشعب الهوائية الحاد أو المزمن أو الالتهاب الرئوي البكتيري، المخاط الأخضر يحتوي على صديد و يشير إلى عدوى بكتيرية خطيرة.

• المخاط البني أو الصدأ

يمكن أن يكون ذلك بسبب أكل الشوكولاتة ببساطة، ولكن يمكن أيضا أن يكون سببها التدخين، والعدوى الشديدة، والنزف في الجهاز التنفسي.

• المخاط الضبابي

البلغم الأبيض بدون سعال مع الفقاعات قد يكون علامة على أن البلغم قادم من الرئتين (الالتهاب الرئوي، وذمة الرئة)، ولكن يمكن أيضا أن يكون سببه مرض الارتجاع المريئي.

• المخاط الوردي

يرتبط هذا عادة مع الحساسية ويحدث بسبب زيادة في الحمضات في جدران الأنابيب الهوائية.

• البلغم الأسود

هذا المخاط المخيف جدا يحدث عادة عند الأشخاص الذين يعملون في أعمال معينة مثل عمال مناجم الفحم، ومع ذلك، لا يمكن استبعاد وجود دم قديم في الجهاز التنفسي بسبب التهاب الشعب الهوائية والسل وانتفاخ الرئة.

• المخاط الرمادي

هذا هو نوع شائع من تلوث الهواء، وكذلك تدخين السجائر أو الماريجوانا.

اقرا ايضا : " لون البلغم | دلالات اللون و العلاج و أهم المعلومات "   

نصائح لتخفيف البلغم الأبيض

على الرغم من أن إنتاج المخاط هو آلية وقائية من قبل الجهاز المناعي، إلا أن الكثير منه يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة، لذا فمن الأفضل التخلص من المخاط الزائد في أقرب وقت ممكن. قبل أن يصبح سميكاً وملوثاً، إليك بعض الطرق لإخراجه :

• استنشاق البخار.
• ترطيب الحلق.
• المضمضة بالماء الممزوج بالملح.
• استخدام الأدوية الطبية بوصفه طبيب.
• تناولوا الأطعمة التي تساعد على التخلص من البلغم (الفلفل، الثوم، عرق السوس، الزنجبيل، والعسل).

 

نصيحة مغربي

احرص دائما على استخدام المناديل أثناء المعاناة من البلغم الزائد وذلك لتجنب انتقال العدوى للأشخاص من حولك، وخاصة إذا كان هذا البلغم بسبب عدوى فيروسية أو بكتيرية، كما يمكنك بجانب العلاجات الطبية استخدام بعض العلاجات المنزلية مثل استنشاق البخار والحرص على شرب قدر كافي من السوائل، وفي النهاية لا تستهين بالبلغم واحرص على استشارة الطبيب إذا استمر لفترة طويلة.