ماذا تعرف عن البلغم (المخاط)؟
البلغم أو كما يطلق عليه القشع، هو عبارة عن مادة لزجة كثيفة القوام، وتتكون من المخاط بشكل أساسي، وقد تحتوي على بعض الخلايا الميتة، وقيح، وجزيئات أخرى غريبة. وفي الحالات الطبيعية، ينتج الجسم المخاط من الحلق والرئتين، وممرات الشعب الهوائية من أجل الحفاظ على رطوبة أنسجة الجسم الدقيقة والتي تكون الممرات الهوائية. لذلك فالمخاط له دور مهم للإنسان والمتمثل في ترطيب أنسجته، حيث تكمن أهمية استمرار ترطيب الممرات الهوائية في تمكنها من الالتصاق بالمواد الغريب التي يمكن أن تدخل إليها، فبعد الالتصاق بها تقوم بطردها إلى الخارج. ولكن لدى بعض الأشخاص قد يزداد إفراز المادة المخاطية نتيجة تعرض الرئتين إلى الإصابة بعدوى أو نتيجة التعرض للأتربة، والغبار، أو الدخان، وعند زيادة المخاط في الممرات الهوائية يكون مادة تعرف بالبلغم ويجب التخلص من هذه المادة أو البلغم بالسعال لكي تطرد خارج الجسم، لكي تظل الممرات الهوائية نظيفة.ما هي أسباب الإصابة بـ بلغم بدون سعال؟
سوف نتعرف على أكثر الأسباب شيوعاً وانتشاراً في الإصابة بالبلغم بدون سعال وتشمل الأتي:-
التدخين
يسبب التدخين تراكم البلغم في رئتي المدخن، وقد يسبب ذلك السعال وطرد البلغم حيث يكون لونه أخضر، أو أصفر، أو بلون الدم.
-
مرض الربو
مريض الربو، تكون ممرات الشعب الهوائية لديه حساسة جداً تتأثر بالتلوث البيئي، والتهاب الجهاز التنفسي ومسببات الحساسية أكثر من الأشخاص العاديين، وبالتالي يعاني مرضى الربو من زيادة إنتاج البلغم.
-
التليف الكيسي
هو عبارة عن مرض وراثي، يصيب الأشخاص نتيجة حدوث طفرة في جين مهم جداً في جسم الإنسان مسبب انسداد الشعب الهوائية الصغيرة بسبب تراكم بلغم سميك، وبالتالي يعاني المريض من عدم القدرة على التنفس بشكل طبيعي وجيد، فالمخاط السميك يسبب نمو البكتيريا ويتعرض المريض للإصابة بعدوى بكتيرية مزمنة في الرئتين.
-
عدوى الجهاز التنفسي
عند ملاحظة خروج بلغم من الفم مختلف تماماً عن لون اللعاب فإن ذلك يدل على وجود عدوى بالجهاز التنفسي السفلي، حيث يكون لون البلغم في المرحلة الأولى من هذه العدوى ذو لون أخضر غامق، ومع تحسن العدوى يتغير لونه تدريجياً إلى اللون الفاتح، وفي بعض الحالات الأخرى يكون لون البلغم أصفر، أو رمادي، أو بلون الصدأ، بالإضافة إلى رائحته الكريهة.
من أبرز الالتهابات التي تصيب الجهاز التنفسي ما يلي:
-
- التهاب القصبات الحاد أو كما يعرف بالالتهاب الشعبي.
- الإصابة بنزلة البرد أو الزكام: هي عدوى فيروسية تصيب الجهاز التنفسي للإنسان.
- الخانوق: هو عبارة عن التهاب يحدث نتيجة عدوى فيروسية تصيب الحنجرة والقصبة الهوائية.
- التهاب لسان المزمار: هو التهاب نادر وفي نفس الوقت خطير، حيث أن لسنا المزمار هو امتداد غضروفي، يغطي القصبة الهوائية بشكل كامل لمنع استنشاق الطعام أثناء تناول وبلع الطعام، ويؤثر هذا الالتهاب على الأطفال والرضع بدرجة كبيرة جداً.
- التهاب اللوزتين: وتسببه بكتيريا تعرف بالمكورة العقدية.
- السل أو الدرن: وهو مرض معدي ومزمن يصيب الرئتين.
- الإصابة بالإنفلونزا.
- التهاب الحنجرة.
- الالتهاب الرئوي، أو كما يطلق عليه ذات الرئة.
- التهاب الجيوب الأنفية.
- التهاب الحلق، أو البلعوم.
عوامل خطر تزيد من تكون بلغم بدون سعال
توجد عدة عوامل تزيد من فرص تكون بلغم بدون سعال لدى بعض الأشخاص ونذكر منها ما يلي:- تواجد الأشخاص ببيئة جافة، وبالطبع ينتج عنها استعمال أجهزة تكييف الهواء أو التدفئة.
- عدم شرب الماء بكميات كافية للجسم، أو في حالة الإكثار من تناول مشروبات تفقد الجسم الكثير من السوائل مثل، القهوة والشاي والكحول.
- استعمال الأدوية بشكل خاطئ والتي ينتج عنها الجفاف وبالتالي زيادة كثافة البلغم في الجسم مثل، أدوية مضادات الهستامين، ومزيلات الاحتقان.
ما هي الأعراض المصاحبة للإصابة بالبلغم؟
توجد مجموعة من العلامات التي ترافق الإصابة بالبلغم، والتي تختلف باختلاف المسبب فعلى سبيل المثال، يعاني الشخص من الحمى وآلام بالجسم، إذا كان البلغم ناتج عن عدوى. يكون له خصائص معينة مثل الأتي:- أن يكون سميك بشكل غير طبيعي، أو قيحي.
- قد يكون مصحوب بدم، ويتم إفرازه بكميات كبيرة.
- تغير لون البلغ من ولا داعي للقلق فإنه دليل على مدى التهاب أنسجة الجهاز التنفسي، وان مناعة الجسم تقاوم العدوى.
كيف يتم تشخيص المريض المصاب بالبلغم؟
توجد مجموعة من الفحوصات والاختبارات التشخيصية، التي يجريها الأطباء لتحديد مكونات البلغم، من أجل تقييم العدوى وحالة المريض بشكل عام، وتشمل هذه الاختبارات ما يلي:-
زرع القشع
هو عبارة عن اختبار طبي يكشف عن البكتيريا أو الفطريات التي ينتج عنها عدوى في الجهاز التنفسي، مثل الإصابة بالالتهاب الرئوي، حيث يتم وضع عينة من البلغم في طبق الآغار وهو مجهز لتعزيز نمو الميكروبات، ومراقبتها فإذا لم يحدث نمو نتيجة الزرع سالبة، بمعنى أن العينة خالية من الجراثيم أو الميكروبات، أما إذا حدث نمو في الزرع فتكون النتيجة موجبة، ويتم تحديد السلالة البكتيرية، ثم إجراء اختبار أخرى لتحديد نوع المضاد الحيوي لمعالجة العدوى، وهو ما يعرف باختبار حساسية المضادات الحيوية.
-
فحص خلايا البلغم
يتم فحص عينة من بلغم المريض، تحت مجهر من أجل الكشف عن وجود خلايا سرطانية أو غير طبيعية، وذلك في حالة شك الطبيب بالاشتباه بإصابة المريض بمرض السرطان، ويمكن إجراء هذا الفحص للكشف عن حالة الرئة غير السرطانية.
-
اختبارات البلغم السريعة
تعرف أيضاً باختبارات تضخيم الحمض النووي وتستخدم لتشخيص مرض السل، وذلك عندما تظهر اختبارات أخرى احتمالية الإصابة به.
طرق الوقاية وعلاج بلغم بدون سعال
- تتم معالجة البلغم بعد الخضوع للتشخيص ومعرفة السبب الرئيسي لتكون البلغم.
- يمكن التخلص من البلغم إما ببصقه خارج الفم أو بلعه وكلا الطريقتين صحية وآمنة حيث أن بلع البلغم يجعل المعدة تلغي مفعول البكتيريا وتتخلص من الفضلات الأخرى بالبلغم.
- بالنسبة لمرضى الربو فلابد لهم من المتابعة مع الطبيب لتقييم الأدوية والالتزام بممارسة الرياضة التي تساهم في التخلص من مشكلة البلغم.
- يمكن الوقاية من الإصابة بالبلغم من خلال شرب كميات كبيرة من الماء.
- التقليل من تناول الأدوية والمشروبات التي تسبب فقدان السوائل في الجسم.
- استعمال أجهزة الترطيب للمساعدة على ترطيب الحلق والممرات الهوائية، وبالتالي التقليل من تكون البلغم.
- استعمال بخاخ الأنف الملحي فهو يرطب أنسجة الأنف والحلق والممرات الأنفية، ويقلل من إفراز البلغم.
- تنظيف فلاتر الهواء في أنظمة التكييف والتدفئة بشكل مستمر، لتجنب التعرض للمهيجات كالغبار.
- المضادات الحيوية تساعد في التخلص من البلغم عندما يكون ناتج عن عدوى بكتيرية.
- الأدوية المقشعة، تساعد في طرد البلغم من خلال تسهيل آلية السعال وتحفيزه، ومنها دواء غايفينيسين.
- الأدوية المذيبة للبلغم، وتعمل على إذابة البلغم وتقليل لزوجته مثل دواء أسيتيل، ودواء سيستئين.
نصيحة مغربي
الشعور ببلغم بدون سعال، من الحالات التي تشير إلى الإصابة بأحد المشكلات في الجهاز التنفسي، لذلك لابد من البحث عن السبب الرئيسي لتكون هذا البلغم خاصةً عند تكرار تلك الحالة بشكل مستمر مع المريض والخضوع للتشخيص والفحوص التي تختبر عينه منه لتلاقي العلاج المناسب.Share
