Aug 15, 2024
كل ما تريد أن تعرفه عن التعرق الليلي
التعرق الليلي هو إحدى الحالات الشائعة التي تحدث للإنسان أثناء النوم، وينتج عنها بلل الملابس، نتيجة فرط التعرق. وتختلف أسباب التعرق ليلًا، فقد يكون الأمر طبيعيًا نتيجة عوامل ساهمت في ارتفاع حرارة الغرفة، أو قد يكون لأسباب مرضية، وهو ما نتعرف عليه بمزيد من التفاصيل في سياق هذا التقرير.  

التعرق

يعرف التعرق بأنه من الوسائل المنظمة الطبيعية التي يقوم بها الجسم للتخلص من فرط التدفئة,وتبدأ بمنطقة تحت المهاد الموجودة بالدماغ المسئولة عن تنظيم درجة حرارة الجسم التي تشعر بارتفاع درجة حرارة الجسم فتقوم بتحفيز الغدة العرقية لإفراز العرق, حتى إنه وعند تبخر العرق من الجلد، تعود البرودة للجسم بسبب ما يعرف بالطاقة المحررة.  

أعراض تصاحب التعرق الليلي

عادةً ما يصاحب التعرق أثناء النوم العديد من الأعراض التي قد تختلف من شخصٍ لآخر، حسب السبب الرئيسي الذي نتج عنه تعرق الجسم. من أبرز وأشهر هذه الأعراض ما يلي:
  • الشعور برعشة في الجسم.
  • فقدان الوزن بشكل غير مفسر.
  • التعرق الشديد طوال ساعات النهار.
  • الشعور بصداع في الرأس.
  • جفاف المهبل.
  • التقلبات المزاجية.
 

أسباب التعرق الليلي أثناء النوم

تختلف أسباب التعرق أثناء النوم، حسب العديد من العوامل والتي تلعب الدور الأكبر في هذه الحالة، والتي يحددها الطبيب عقب إجراءات الفحوصات اللازمة. هذه الأسباب تتمثل في الآتي:
  • الاضطرابات الهرمونية

تؤدي الاضطرابات الهرمونية داخل جسم الإنسان، إلى حدوث تعرق شديد خاصةً أثناء النوم مثل، اضطرابات ورم الغدة الكظرية، المعروف باسم «ورم القواتم»، على خلفية ارتفاع هرمونات الكاتيكولامين، واضطرابات المتلازمة السرطانية، التي تصيب الرئتين والجهاز الهضمي, كذلك اضطرابات الغدة الدرقية، خاصة في حالات فرط نشاطها خلال فترة الحمل.

  • بلوغ سن انقطاع الطمث للنساء

عادةً ما يكون سن انقطاع الطمث عند النساء الخمسين عامًا، وهي المرحلة التي تكون في الدورة الشهرية، غير منتظمة أو انقطعت, وذلك نتيجة لارتفاع حرارة الجسم المفاجئة المرافقة لأعراض انقطاع الطمث الأخرى، أو قبل بلوغه بعدة سنوات.

  • الإصابة بمرض السّرطان

عادةً ما يكون التعرق الشديد من أعراض الإصابة بمرض السرطان، خاصة سرطان الغدد الليمفاوية، وسرطان الدم «اللوكيميا».

"المشكلة والعلاج !! السرطان حقيقته وأسبابه وعوامل تشخيصه"
  • الإصابة بالعدوى

يتعرض الإنسان عند الإصابة ببعض أنواع العدوى للتعرق الشديد ليلًا، مثل عدوى مرض التدرن الرئوي (السل), وكذلك العدوى البكتيرية التي تؤدي للإصابة ببعض الأمراض مثل التهاب الشغاف، والتهاب العظم، والتهاب الزائدة الدودية، والتهاب اللوزتين، والتهاب الرتج، والخراج، خاصةً المحيط بفتحة الشرج, وأيضًا عدوى فيروس الإيدز المعروفة بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (الأيدز).

  • انخفاض السكر في الدم

يعد التعرق الشديد من الأعراض التي تصاحب حالات انخفاض مستويات السكر في الدم، إلى جانب حدوث التعرق بسبب تناول جرعة أنسولين زائدة، أو بعض أدوية السكري.

  • بعض الأمراض العصبية

من هذه الأمراض، خلل المنعكسات اللاإرادي، والسكتة الدماغية، والاعتلال العصبي اللاإرادي، وجميعهم من الأمراض التي يكون التعرق الليلي من أبرز أعراضها.

  • الإصابة بانقطاع النفس الإنسدادي النومي

وهي حالة مرضية يعاني منها بعض الأشخاص، تشمل تقييد النفس بسبب تضيق جدران الحلق، وهو ما يؤدي إلى التعرق الليلي بشكل مفرط.

  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية

عادةً ما يصاحب العديد من أنواع الأدوية حدوث تعرق شديد أثناء النوم، مثل أدوية مضادات الاكتئاب، بما في ذلك أدوية مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات, وأدوية مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية، وبعض أنواع أدوية خافضات الحرارة مثل «الأسبرين، والأسيتامينوفين»، وأدوية علاج مرض السكري، ومسكنات الألم، وأدوية الستيرويدات.

 

أسباب أخرى لـ التعرق الليلي

هناك العديد من الأسباب الأخرى، التي تؤدي إلى التعرق ليلًا أثناء النوم، بينما قد يكون التعرق غير معلوم أسبابه. من أبرز هذه الأسباب ما يلي:
  • مرض الارتجاع المعدي المريئي.
  • السمنة.
  • مرض باركنسون.
  • اضطرابات القلق.
  • الأمراض القلبية الوعائية.
 

مضاعفات فرط التعرق

هناك بعض المضاعفات التي قد تصيب الشخص المصاب بفرط التعرق، وذلك حال تجاهل مراجعة الطبيب والحصول على الاستشارة الطبية الصحيحة. تتمثل هذه المضاعفات في النقاط التالية:
  • العدوى

أظهرت نتائج العديد من الأبحاث والدراسات أن الأشخاص الذين يعانون من فرط التعرق يكونون أكثر عرضة للإصابة بالعدوى، التي تشمل الالتهابات الجلدية.

  • الآثار الاجتماعية والعاطفية

 بلا شك فإن رطوبة اليدين من ضمن علامات العرق الشديد، وكذلك تقاطره، إلى جانب ظهور هذا العرق على الملابس، تسبب الكثير من الإحراج، وهو ما ينعكس على الحياة الاجتماعية والعاطفية للإنسان.

 

متى تزور الطبيب؟

هناك بعض حالات التعرق الليلي، في حاجة شديدة لمراجعة الطبيب المعالج، وذلك إذا صاحبت هذه الحالة الأعراض التالية:
  • في حالة إذا كان التعرق يحدث بشكل منتظم كل يوم.
  • إذا كان هذا التعرق يتسبب في الاستيقاظ من النوم.
  • في حالة ارتفاع درجة حرارة الجسم.
  • في حالة كان التعرق مصاحب للشعور بألم موضعي أو الكحة.
  • في حالة إذا كان التعرق مرتبط بخسارة الوزن.
  • في حالة عودة التعرق من جديد بعد انتهاء أعراض انقطاع الطمث.
 

علاج التعرق الليلي

يتوقف علاج مشكلة التعرق الليلي، على تحديد السبب الرئيسي في هذه الحالة, وذلك من خلال زيارة الطبيب الذي بدوره يقوم بإجراء العديد من الفحوصات الطبية لتشخيص الحالة بشكلٍ دقيق ومن ثم تحديد العلاج المناسب, والذي قد يشمل وصف بعض أنواع الأدوية الخافضة للتعرق كأدوية مضادات الكولينيات, كما يمكن الاعتماد على بعض التدابير والأساليب الوقائية التي تساعد في التقليل أو الحد من التعرق الليلي. ذلك من خلال الطرق التالية:
  • تهيئة غرفة النوم بشكل يساهم في منع التعرق أثناء النوم من خلال الحفاظ على رطوبة الغرفة، وتهويتها بشكل جيد.
  • ارتداء ملابس قطنية خفيفة، أو الملابس القابلة للتنفس.
  • كما يمكن استعمال ما يعرف باسم مانع التعرق الطبي، وتحديدًا في الأماكن الأكثر تعرقًا مثل «تحت الإبطين، وأعلى الفخدين، والقدمين، واليدين».
  • الحرص على تناول وجبة الطعام قبل النوم بنحو ساعتين على الأقل.
  • تجنب تناول الأطعمة الدهنية قبل النوم، وكذلك أطعمة السكريات، كونهما من مسببات التعرق.
  • شرب كميات كبيرة من المياه بشكل يومي، بمعدل 8 أكواب على الأقل.
  • تجنب زيادة الوزن.
  • تجنب تناول المشروبات الكحولية.
  • تجنب تناول مشروبات الكافيين، أو التقليل منها.
  • ممارسة تمارين الاسترخاء قبل الخلود إلى النوم.
  • ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة طوال اليوم.
 

هل فرط العرق يزيد من خطر الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا؟

أظهرت نتائج الأبحاث العلمية، التي ربطت بين فرط التعرق، وبين زيادة مخاطر الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19»، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، وتحديدًا لأصحاب البشرة السمراء، الذين يمثلون أقلية عريقة داخل البلاد. وأشارت الأبحاث إلى أن الأقليات العريقة والإثنية في الولايات المتحدة تتأثر بنسبة أكبر بفيروس «كوفيد 19»، وذلك وفقًا لبيانات صادرة عن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC)، والذي أكد أن معدّل إدخال الهنود الأمريكيين من أصول غير لاتينية أو سُكّان أَلاسكا الأصليين للمستشفى بعد إصابتهم بفيروس كورونا، يصل لنحو 5,3 مرات من معدّل إدخال البيض من أصول غير لاتينية. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية (CDC)، حيث تبين أن هناك نحو 25% من المنحدرين من أمريكا اللاتينية وذوي البشرة السوداء أو الأمريكيين من أصول أفريقية يعملون في قطاع الخدمات، مقارنة بـ 16٪ فقط من العمال البيض غير المنحدرين من أمريكا اللاتينية، إلى جانب 30% من الأمريكيون ذوو البشرة السوداء أو المنحدرين من أصول أفريقية يعملون في القطاع الطبي، في الوقت الذي يعتمد فيه هؤلاء على وسائل النقل العام للوصول إلى أماكن عملهم، وهو ما قد يتسبب في التعرض للفيروس بحسب العوامل السابقة، إلى جانب زيادة نسبة التعرق خلال ساعات اليومية والتزاحم بينهم. وبالرغم من الربط بين فرط التعرق وبين زيادة مخاطر الإصابة بمضاعفات فيروس كورونا، إلا أن الأبحاث أكدت أيضًا أن التعرق وحده غير كافٍ لحدوث المضاعفات، ويجب إتباع الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة لتجنب مخاطر الإصابة بـ «كوفيد 19».  

نصيحة مغربي

التعرق الليلي من الحالات التي يعاني منها الكثيرين، وقد تكون هذه الحالة من الأمور الطبيعية التي لا تحتاج إلى تدخل طبي، خاصةً وإن كان سبب التعرق متعلق بالظروف البيئية, بينما هناك بعض الحالات التي تكون مؤشرًا لوجود مشكلة مرضية أخرى داخل جسم الإنسان, لذلك فإن مراجعة الطبيب حال تكرار هذه الحالة يساهم بنسبة كبيرة في التخلص من هذه المشكلة وتحديد سببها وكذلك اختيار العلاج المناسب لها.
Leave a Reply
Your email address will not be published. Required fields are marked

Name

Phone

Email

Comment