علاج الارق الشديد علاج طويل الأمد ويحتاج للتعاون التام من المريض، خاصةً وأن الأرق ينعكس على الصحة النفسية والجسدية للمريض بشكل سلبي، ما لم يتم تداركه سريعًا. وهو ما نتعرف عليه بمزيد من التفاصيل في سياق هذا التقرير.  

ما هو الأرق؟

الارق من الحالات المرضية المرتبطة باضطربات النوم، والتي يطلق عليها أيضًا،  استعصاء أو قلة النوم، الأمر الذي يؤثر على الصحة النفسية والجسدية للمريض، خاصةً وأن الارق أو عدم القدرة على النوم ليلًا ينعكس بالسلب على أداء الشخص طوال فترة النهار.   ويتعرض الإنسان للأرق، نتيجة للعديد من الأسباب والعوامل، منها ما هو نفسي، ومنها ما هو عضوي، إلى جانب بعض المسببات الأخرى.  

أنواع الأرق

هناك نوعان من الأرق، والذين يصيبان الإنسان بشكل شائع إحداهما، مؤقت والآخر مزمن، كما هو مبين في السطور التالية:    

• الأرق المؤقت:

  ويعتبر هذا النوع الأكثر شيوعًا، فهو يصيب الإنسان بشكل مؤقت، ويزول بشكل تدريجي دون أي تدخل طبي، ويحتاج فقط لإجراء بعض التعديلات على النمط الحياتي للمصاب.    

• الأرق المزمن:

  هذا النوع ناتج عن سبب صريح ومباشر، ويحتاج للتدخل الطبي لعلاج السبب الرئيسي للإصابة بالأرق.  

ما هي أسباب الإصابة بالأرق الشديد؟

أظهرت نتائج المئات من الأبحاث والدراسات التي أجريت حول أسباب الأرق، على مدار أكثر من 20 عامًا، أن الأرق عبارة عن اضطراب مستقل بذاته، يصيب أي شخص بسبب أو بدون سبب، إلى جانب احتمالية استمرار تأثير الأرق على الشخص المصاب حتى بعد زوال السبب.   ومن أبرز أسباب الإصابة بالأرق الشديد ما يلي:    

• الإصابة ببعض الأمراض العضوية:

  هناك بعض الأمراض التي ينتج عنها إصابة الشخص بالأرق الشديد، مثل، مرض السكري، وأمراض القلب، ومرض السرطان، ومشكلة فرط نشاط هرمون الغدة الدرقية.    

• الإصابة ببعض الأمراض النفسية والعصبية:

  إصابة الشخص ببعض الأمراض النفسية والعصبية يسبب الأرق الشديد، مثل الاكتئاب، واضطرابات القلق. "الأسباب والأعراض … تعرف على أشهر الامراض النفسية"    

• بعض الأدوية:

  هناك بعض الأدوية التي تحتوي على مادة الكافيين بنسب كبيرة، قد تؤدي إلى الأرق، مثل أدوية البرد والسمنة، إلى جانب بعض أنواع الأدوية الأخرى، مثل أدوية الصدر، وارتفاع ضغط الدم، ومضادات الاكتئاب.    

• انقطاع النفس أثناء النوم:

  تعتبر مشكلة انقطاع النفس أثناء النوم، بشكل متكرر من مسببات الأرق، واضطربات النوم، خاصةً وأن هذه المشكلة تحدث نتيجة ضعف وصول الأوكسجين للدماغ وباقي أعضاء الجسم، حيث يكون من أبرز أعراض هذه المشكلة إلى جانب الأرق، الشخير بصوت مرتفع، وصداع الرأس عند الاستيقاظ من النوم.  

أعراض الأرق الشديد

تظهر العديد من العلامات والأعراض، على الشخص المصاب بالأرق، لعل أبرزها عدم القدرة على النوم أثناء الليل، إلى جانب بعض العلامات الأخرى.   ومن أهم أعراض الأرق الشديد ما يلي:  

• التعب والإرهاق طوال اليوم.
• الرغبة في النوم والنعاس أثناء النهار.
• فقدان التركيز.
• اضطرابات في الذاكرة.
• القلق والاكتئاب.
• الشعور بالضيق.
• كثرة الأخطاء اليومية سواء في العمل أو البيت.

 

علاج الارق الشديد

يمكن علاج الارق الشديد بأكثر من طريقة حسب ما يحدده الطبيب المعالج، ولكن تتمثل خيارات العلاج في طريقتين رئيستين وهما:    

علاج الارق الشديد بالإدراك السلوكي:

  وتعتمد هذه الطريقة في علاج مشكلة الأرق على اتباع عدة خطوات تساعد في التخلص من الأفكار والسلوكيات السلبية التي أدت إلى الإصابة بالأرق، وهذه الخطوات هي:  

• القيام بعمل تمارين الاسترخاء، وتدليك العضلات.
• القيام بعمل تمارين التنفس للحد من التوتر والتحكم في ضربات القلب والتنفس وتحسين المزاج.
• التحكم في مواعيد النوم والاستيقاظ، عن طريق وضع برنامج يومي لمواعيد النوم والاستيقاظ.
• العلاج بالضوء، عن طريق التعرض لأشعة الشمس قبل الغروب خاصةً في الحالات التي تعاني من النعاس مبكرًا.
• العلاج بطريق التناقض، وذلك عن طريق البقاء مستيقظًا على الفراش، واستبعاد فكرة الرغبة في النوم، بهدف تقليل التوتر والتخلص من فكرة عدم القدرة على النوم.
• تقليل عدد ساعات النوم، ثم العودة لزيادتها بشكل تدريجي.

   

علاج الارق الشديد بالأدوية:

  يلجأ الطبيب المعالج في حالات الأرق إلى الأدوية كخيار فعال إذا كان سبب الأرق الشديد يمكن علاجه دوائيًا. وتتمثل أدوية علاج مسببات الأرق فيما يلي:  

• مضادات الهيستامسن والبنزوديازيبينات.
• مضادات الاكتئاب.
• العلاج الهرموني «الميلاتونين».
• أدوية المهدئات والمنومات.

  الجدير بالذكر أن الأدوية المهدئة والمنومة، من الأدوية التي لا يفضل استخدامها، إلا للضرورة القصوى وتحت إشراف طبي، على أن أن تكون الجرعة قليلة ولمدة قصيرة، خاصةً وأن هذه الأدوية لها آثار جانبية كثيرة، كما يجب الانتباه إلى أن استعمال العلاج الهرموني يجب أن يتم تحت إشراف طبي كامل.  

نصائح للتخلص من الأرق الشديد

يعتبر الأرق من الأمراض التي تتوقف على العديد من العادات المرتبطة بالحياة اليومية للشخص نفسه، إلى جانب المسببات الأخرى، لذلك فمن الممكن التخلص من هذه المشكلة حال اتباع النصائح التالية:  

• ضرورة تجنب النوم في أوقات النهار، ومن الممكن أن يتم الاستلقاء على السرير فقط دون النعاس.
• الحرص على اتباع برنامج للنوم بحيث يكون النوم والاستيقاظ في موعد محدد وثابت.
• الحد أو الإقلاع عن تناول المشروبات المنبهة التي تحتوي على مادة الكافيين، مثل الشاي والقهوة.
• ممارسة بعض التمارين الرياضية، بشكل يومي مثل الجري والمشي.
• الحرص على تناول كميات كبيرة من المياه يوميًا بمقدار 8 أكواب في اليوم.
• الحرص على اتباع نظام غذائي يحتوي على الخضروات والفواكه الطازجة خلال ساعات النهار.
• تجنب اجهاد العقل بالتفكير المفرط وذلك عن طريق شغل أوقات الفراغ.
• تجنب التعرض للقلق أو الاكتئاب أو أي أزمات عصبية أو نفسية.
• التواجد في مكان يسوده الهدوء أثناء النوم.
• الإقلاع عن التدخين، أو تجنبه قبل النوم بساعات.
• وضع برنامج يومي لكسر الروتين القديم، مثل ممارسة الهوايات الخفيفة قبل النوم مثل الرسم والكتابة.
• الحرص على الاستحمام بماء دافئ قبل النوم.
• تجنب الخلود إلى النوم عند الشعور بالجوع.
• تجنب الجلوس المفرط امام شاشات الكمبيوتر أو التلفاز، أو الهواتف المحمولة خاصة قبل النوم.

 

نصيحة مغربي

الأرق من الأمراض المرتبطة بالعادات اليومية وبعض الأمراض العضوية وبالطبع لها علاقة وطيدة بالحالة النفسية والعصبية للإنسان. لذلك فإن تجنب التعرض لأي ضغوط نفسية أو عصبية، إلى جانب البعد عن التفكير في الهموم والمشاكل من أهم الامور التي تساعد في التخلص من الأرق الشديد.