Aug 15, 2024
كل ما تريد أن تعرفه عن لغة الجسد
لغة الجسد هي ايحاءات وحركات الجسد أو نبرة الصوت التي يقوم بها الشخص بشكل إرادي أو لا إرادي أثناء حديثه مع شخص آخر وتعطي مدلول تعبيري يستطيع الشخص من خلالها أن يفهم شيئًا ما أو التعرف على معلومة محددة. ويأتي دورها في معرفة ما يريد الشخص وسهولة التواصل حيث أن الكلام لا يشكل وسيلة التواصل الوحيدة بين الناس, فإن الجسد له لغة أيضًا عن طريق حركات الجسد أو إيحاءات الوجه ونبرة الصوت وطريقة المشي وجميعهم يشكلون وسيلة من وسائل التواصل.  

تاريخ لغة الجسد

أول من عرف تلك اللغة هم الرومان فقد أدركوا أن حركات الجسد تعبر عن الانفعالات، ونجد أن أول بحث عن الإيحاءات في القرن السابع عشر في كتاب (علم قراءة اليد) لچون بولوار، وفى نهاية القرن الثامن عشر بدأت فرنسا في تدريس لغة الإشارة على يد آبيه ليبيه بدلًا من إجبارهم على القيام بمحاولة الكلام أو إصدار الأصوات، ومن ثم تطورت إلى أن وصلنا لفن البانتومايم (التمثيل الإيمائي الصامت) وهو تمثيل تعبيري باستخدام حركات وتعبيرات الوجه والجسد لإظهار المشاعر والانفعالات.   وننتقل إلى القرن العشرين حيث تم نشر كتاب (لغة الإيماءات) لمؤلفه ويلهم فندت وكان مفاداه أن الإيحاءات هي مرآة العالم الداخلي للشخص، ثم تطورت في الآونة الأخيرة بشكل سريع فكل من باحثين علم النفس وعلم الاجتماع واللغة وعلماء الأنثروبولوجيا بحثوا وتوصلوا إلى أن علم الجسد هو علم ليس دقيق ولكن يوجد بعض الحركات والإيماءات المتفق على معناها.  

أهميتها

كما ذكرنا سابقًا أن الكلام ليس وسيلة التواصل الوحيدة ولكن لغة الجسد وسيلة أيضًا للتعبير.  
  • تعد وسيلة من وسائل التواصل غير اللفظي مثل حركات الجسد أو تعبيرات الوجه وإيماءاته ونبرة الصوت والتي تعبر عمّا إذا كان الشخص المتحدث حزين أو غضبان أو متوتر كما أنها تكشف كذب أو خداع الشخص حيث يقوم بإصدار حركات وإيحاءات بشكل غير مقصود فإذا كان الشخص الآخر على دراية بلغة الجسد سوف يكون باستطاعته كشف حقيقة الشخص المتحدث.
  • كما أنه يمكن استخدامها في التأثير على الجمهور إذا كان الشخص يعمل في مجال له سلطة أو جمهور متابع، وتساعد المدرسين على التواصل الناجح والتأثير على التلاميذ وترك انطباع جيد.
  • تفيد في العمل أيضًا حيث أن الجلوس بشكل مستقيم مع التواصل البصري مع الزملاء يعطي انطباع جيد بالثقة والنشاط.
  وإلى هنا نتوصل إلى أهميتها في التواصل مع الأشخاص كما أن لها دور بارز في الكشف عن مكنونات ودوافع شخصية الفرد ما إذا كان شخصًا واثقًا أو كاذبًا أو مخادعًا.

أسرارها

إذا استطاع الشخص إتقان مهارة تلك اللغة سيكون باستطاعته فهم الشخص الذي أمامه وسيصبح أكثر ذكاءًا في التصرف في الكثير من المواقف ونجاح علاقته العاطفية والعملية ومن ضمن أسرارها الآتي:  
  • عندما يبعد أحد الناظرين نظره إلى جانب آخر عندما يتحدث إليك فهذه إشارة إلى الملل وعدم الثقة.
  • الرمش بالعين بشكل مبالغ فيه يدل على التوتر فمن الممكن أن يكون الشخص يكذب أو أنه ينفعل عند الحديث معك.
  • الرأس المرفوع إذا أبقى الشخص رأسه مرفوعًا عند التحدث فهذا يدل على الغرور.
  • الأذرع المتشابكة تدل على أن الشخص منغلق ولا يتمتع بقدرة على التحاور والمناقشة.
  • إظهار الكف إذا قام الشخص بإظهار الجزء الخلفي من الكف فإنه يدل على الأمانة والنية السليمة.
  • وضع اليدين على الخصر إذا قام الشخص بوضع يديه فإنه يريد إظهار قوة الجسد.
  • القيام بتحريك اليد يدل على أن الشخص تلقائي ولكن احذر أن تبالغ في ذلك.
 

لغة الجسد والعيون

تشكل العين جزءًا هامًا في عملية التواصل الفعال وهي صاحبة اللغة الأصدق من بين لغات الجسد وتساعد على التواصل غير اللفظي و تستحق العيون لقب مرآة الروح حيث أنها تعبر وتعكس مشاعر الشخص بدون تعديل. حيث أنه من المهم عند التحدث أو الاجتماع بالآخرين أن نهتم بحركات أعينهم ونحاول قراءتها حيث أن للعين لغة يسهل التعامل معها ولكن يجب أن يتدرب الشخص على هذه المهارة ومن خلالها يمكنك أن تعرف المحب من الشخص المخادع.   يمكنك أن تحلل شخصيات البعض عند التعبير بلغة الجسد ونظرات العيون فالإنسان له القدرة على التحكم باللسان وحركات الجسد ولكنه لا يمكنه التحكم بلغة العين فتعبير العيون لا إرادي وإنما هو تعبير حقيقي.  

لغة الجسد واليدين

إن إخفاء مسألة ما خلال الحديث عن طريق التحكم باللسان لا تنفع دائمًا في ضمان عدم اكتشافها من قبل الأخرين لأن لغة اليدين كثيرًا ما تفضح ما تحاول إخفائه حيث أن لليدين دلالات توضح إذا كان الشخص يحاول إخفاء شيء ما أو توضيح شيء ما فلغة الجسد واليدين تتضح فيما يلي:  
  • تقاطع الأذرع تدل على أن الشخص يتخذ موقفًا دفاعيًا ولا يتمتع بالقدرة على التحاور والمناقشة أو تدل على عدم الاتفاق مع آراء الشخص الآخر.
  • وضع اليدين وراء الرأس يستخدم الشخص الوضعية في حالة الاسترخاء والتخيل وتستخدم أيضًا في حالة التخويف أو التهديد.
  • قيام الشخص بسحب شحمة الأذن تدل على أن الشخص يفكر في اتخاذ قرار ولكنه لم يستقر بعد.
  • لمس الشخص لذقنه أو حكها فإنه يبين أن الشخص مستغرقًا في التفكير العميق.
  • وضع اليدين فوق الرأس من الممكن أن تدل هذه الحركة على الملل أو القلق.
  • وضع الأصابع معًا هي محاولة على فرض السلطة وإثبات الشخصية القوية ويستخدمها القادة.
  • قيام الشخص بفرك يديه إما أن ينتظر شيء ما أو أنه متحمس للقيام بأمر هام.
  • إظهار باطن اليد مفتوحًا تدل على النية السليمة والصدق والإخلاص.
  • قيام الشخص بحك أنفه من الممكن أن تدل على أن الشخص كاذب أو رافض أمرًا معينًا أو عدم الثقة.
  • قيام الشخص بالنقر بالأصابع يشير هذا إلى الضجر وعدم الصبر والملل.
  • وضع اليد على الخد تدل على أن الشخص مستغرقًا في التفكير بأمر هام.
  • مسح الوجه تدل على القلق من مشكلة ما والرغبة في إنهائها.
  • قيام الشخص بوضع يديه منتشرة الأصابع على الوجه يشير إلى عدم تصديق أمر ما أو الصدمة.
  • الأيدي المتشابكة عند الحوض تدل على الاهتمام للحديث مصاحب بالقلق.
 

لغة الحب

كما ذكرنا سابقًا أن لغة الجسد لغة غير لفظية تساعد على التواصل الاجتماعي بين الأشخاص وفهم مكنونات ودوافع النفس البشرية حيث تعد لغة مهمة ومؤثرة في الحالة العاطفية بين الأشخاص ومنها:  
  • إصدار بعض الحركات اللاإرادية عند المصافحة أو العناق حيث يمكنهم التعبير عن المشاعر والأحاسيس والتي من الصعب للكلام إيصالها.
  • حركة الأصابع يمكنها أن تدل على الحب بين شخصين إذا ارتجفت عند المصافحة.
  • النظر: إن العين مرآة الروح فهي تعكس وبصدق ما يدور في النفس إذا كانت إعجاب أو محبة.
"الجهاز العصبي .. كل ما يجب أن تعرفه من أجل حياة أفضل" ومن هنا تكمن أهمية تعلم تلك اللغة لمعرفة كيفية التواصل وفهم الغير ومحاولة كشف الخداع والكذب وهذه اللغة تساعد في معرفة المجرمين من خلال التحقيقات وتستطيع كشفهم بكل سهولة، كما أنه يمكن من خلالها معرفة كيفية التأثير على الآخرين إذا كان عملك يتطلب منك التأثير في الآخرين.
Leave a Reply
Your email address will not be published. Required fields are marked

Name

Phone

Email

Comment