١٥ أغسطس ٢٠٢٤
شارك
آخر تحديث: 17/11/2025
يُعد التهاب اللوزتين عند الأطفال من أكثر التهابات الحلق شيوعًا، ويظهر عادة بعد عدوى فيروسية أو بكتيرية تسبب ألمًا في الحلق وصعوبة في البلع وارتفاعًا في الحرارة. ورغم أن معظم الحالات بسيطة وتتحسن سريعًا، فإن بعض الأطفال قد يمرون بأيام صعبة يشعرون خلالها بالتعب وفقدان الشهية وقلّة الطاقة.
كثير من الأهل يصفون اللحظات الأولى مع المرض بأنها الأصعب: طفل لا يستطيع النوم جيدًا، وحرارة ترتفع فجأة، وقلق لا يهدأ. في مستشفيات مغربي، ندرك تمامًا هذه المخاوف، ونحرص على تقديم إرشادات واضحة تساعد الأهل على فهم الحالة والتعامل معها بثقة، لضمان راحة الطفل وبدء العلاج المناسب في الوقت الصحيح.
عندما يمرض الطفل، يشعر الأهل بأن يومهم توقف فجأة. وإذا كنت تبحث الآن عن الطريقة الأفضل لمساعدته، فلا بأس أن تطلب دعمًا متخصصًا.
في مستشفيات مغربي، نستقبل الأطفال بحرص واهتمام لنمنحهم رعاية هادئة وطمأنينة يحتاجونها في مثل هذه اللحظات.احجز موعدًا لطفلك الآن
اللوزتان هما غدتان صغيرتان تقعان في مؤخرة الحلق، وتعملان كخط دفاع أول في جهاز المناعة عند الأطفال، إذ تساعدان على مقاومة الفيروسات والبكتيريا التي تدخل عبر الفم أو الأنف. وعندما تتعرض اللوزتان لعدوى، يحدث التهاب اللوزتين عند الأطفال، وهو التهاب شائع يصيب مختلف الأعمار، لكنه يظهر بكثرة بين سنّ 3 و10 سنوات.
قد يكون الالتهاب فيروسيًا وهو النوع الأكثر انتشارًا، أو بكتيريًا مثل عدوى البكتيريا العقدية. وفي كلتا الحالتين، يؤدي الالتهاب إلى تورم اللوزتين للأطفال، وألم في الحلق، وصعوبة في البلع، مع احتمال ارتفاع حرارة الطفل.
وتظهر على الطفل مجموعة من العلامات المميزة التي تساعد الأهل على ملاحظة الالتهاب مبكرًا، وهي ما سنوضحه في الفقرة التالية عن أعراض التهاب اللوزتين.
إذا أردت معرفة كيفية التعامل مع التهاب اللوزتين عند الأطفال يمكنك قراءة مقال: عملية اللوز (استئصال اللوزتين): الدليل الشامل 2025 مقدم من أطباء مغربي الصحية
تظهر أعراض التهاب اللوزتين عند الأطفال بشكل واضح، وغالبًا تبدأ بألم في الحلق يزداد عند البلع، ثم تتطور خلال اليوم. أكثر العلامات شيوعًا تشمل:
قد لا يستطيع الأطفال الأصغر سنًا التعبير عن الألم، لكن يُلاحظ عليهم البكاء أثناء تناول الطعام، قلّة الشهية، أو النوم المتقطع. والتعرّف على هذه العلامات يساعد الأهل والأطباء على التمييز بين الأنواع المختلفة للالتهاب.
تشير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) إلى أن ما يقارب 70% من حالات التهاب الحلق عند الأطفال تكون فيروسية، بينما تُشكّل العدوى البكتيرية حوالي 30% فقط، وهو ما يفسر اختلاف الأعراض وطرق العلاج بين الحالتين.
يحدث التهاب اللوزتين عند الأطفال نتيجة عدوى تصيب أنسجة اللوزتين، وقد تكون عدوى فيروسية وهي الأكثر شيوعًا، أو بكتيرية خاصةً البكتيريا العقدية من النوع A. تشمل الأسباب الأساسية:
وفي كثير من الأحيان يجد الأهل صعوبة في التمييز بين الالتهاب الفيروسي والبكتيري، مما يجعل التشخيص الطبي خطوة مهمة لاختيار العلاج المناسب وتجنّب استخدام المضادات الحيوية دون حاجة. في مستشفيات مغربي، يقدّم أطباؤنا تقييمًا دقيقًا يساعد الأهل على فهم حالة طفلهم بثقة وبدء العلاج الصحيح.احجز موعدًا لطفلك الآن
يعتمد علاج التهاب اللوزتين عند الأطفال على سبب الالتهاب—فيروسي أو بكتيري—وعلى شدة الأعراض. في أغلب الحالات يكون الالتهاب بسيطًا، ويمكن تخفيفه في المنزل باستخدام خطوات آمنة وفعالة، بينما تحتاج بعض الحالات إلى تقييم طبي لتحديد الحاجة إلى مضاد حيوي أو علاج إضافي.
العلاج المنزلي هو الخطوة الأساسية في حالات التهاب اللوزتين الفيروسي، وهو الأكثر شيوعًا، ويهدف إلى تخفيف الألم ودعم مناعة الطفل حتى يتعافى الجسم طبيعيًا. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى أن بعض المشروبات العشبية لا تناسب جميع الأعمار، وسيتم توضيح الحدود العمرية بالتفصيل في الفقرة التالية.
1. السوائل الدافئة والمهدّئة للحلق
وتساعد على ترطيب الحلق وتقليل الألم، وتشمل:
ملاحظة مهمة: يجب الالتزام بالحدود العمرية عند استخدام الأعشاب والمشروبات الطبيعية، خاصة للأطفال دون سنّ 3 سنوات، لمنع حدوث تهيّج أو آثار غير مرغوبة.
2. أطعمة لينة وسهلة البلع
مثل:
3. خافضات الحرارة المناسبة لعمر الطفل
مثل الباراسيتيتامول أو الإيبوبروفين وفق الجرعة الموصى بها.
4. الراحة والنوم الجيد
يساعد الجسم على التعافي بشكل أسرع.
5. ترطيب الهواء
باستخدام جهاز ترطيب أو بخار ماء دافئ لتخفيف ألم الحلق وتقليل الجفاف.
6. بخاخ الأنف الملحي
يساعد على تخفيف انسداد الأنف وتحسين التنفس، خاصة في الالتهابات الفيروسية.
يُستخدم هذا النوع من العلاج في حالات الالتهاب الفيروسي التي لا تستجيب للمضادات الحيوية.
لكن يجب الالتزام الشديد بالحدود العمرية عند استخدام الأعشاب والمشروبات الطبيعية.
1. الأعشاب الآمنة للأطفال وفق العمر
للأطفال دون عمر السنة (0–12 شهرًا):
للأطفال من عمر سنة إلى 3 سنوات:
للأطفال فوق 3 سنوات:
يمكن استخدام أعشاب طبيعية بشكل آمن مثل:
2. الغرغرة بالماء والملح (فوق 6 سنوات فقط)
لأن الأطفال الأصغر قد يبتلعون المحلول بدل الغرغرة.
3. كمادات دافئة على الرقبة
آمنة لجميع الأعمار بشرط أن تكون دافئة وليست ساخنة.
4. دعم المناعة
يُستخدم المضاد الحيوي فقط عند تأكيد التهاب لوزتين بكتيري، خصوصًا الناتج عن البكتيريا العقدية (Strep A). ويحدد الطبيب ذلك عبر الفحص المباشر أو مسحة الحلق.
المؤشرات التي ترجّح الحاجة للمضاد الحيوي تشمل:
وتحذّر هيئة الغذاء والدواء السعودية من استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية لما قد يسببه ذلك من مخاطر:
وفقًا لمركز مكافحة الأمراض الأمريكي CDC، فإن ما يقارب 30% من المضادات الحيوية التي تُصرف للأطفال غير ضرورية، ويساهم هذا الاستخدام الخاطئ في زيادة مقاومة البكتيريا للمضادات، مما يجعل علاج الالتهابات المستقبلية أصعب وقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
الاستخدام الصحيح للمضاد الحيوي يضمن تعافيًا آمنًا ويقلل من خطر تكرار الالتهاب.
يلجأ بعض الأهل إلى طرق غير مثبتة علميًا أملاً في تسريع الشفاء، إلا أن بعضها قد يعرّض الطفل لمضاعفات. ومن أبرزها:
في معظم الحالات يكون التهاب اللوزتين بسيطًا ويتحسن خلال أيام قليلة، لكن هناك علامات تستدعي التدخل الطبي العاجل لضمان سلامة الطفل. ومن أهم هذه العلامات:
عند ظهور أي من هذه الأعراض، يجب مراجعة طبيب الأنف والأذن والحنجرة فورًا، لأن الالتهاب قد يكون بكتيريًا حادًا أو مصحوبًا بمضاعفات تحتاج لتدخل طبي.
وفي بعض الحالات المتكررة أو الشديدة، قد يوصي الطبيب بالتفكير في عملية استئصال اللوزتين—وهو ما سنمهّد له في الفقرة التالية.
لا يحتاج معظم الأطفال إلى عملية اللوز عند الأطفال، لكن يُنصح بها في حالات معينة عندما يصبح الالتهاب متكررًا أو يؤثر على التنفس، النوم، أو جودة حياة الطفل. يصبح استئصال اللوزتين أمرا ضروريا وتشمل أهم المؤشرات الطبية للجراحة:
يعتمد طبيب الأنف والأذن والحنجرة القرار على تقييم شامل لحالة الطفل، وعدد مرات الالتهاب، وشدة الأعراض. وفي مستشفيات مغربي، يتم اتخاذ القرار الطبي بعناية لضمان أفضل النتائج لكل طفل.
وسنتناول “عملية اللوز عند الأطفال” بالتفصيل في مقال لاحق، يشمل خطوات الجراحة، الاستعداد لها، وفترة التعافي.
عندما يبدأ الأهل بالتساؤل حول ما إذا كان طفلهم يحتاج إلى عملية لوز أو مجرد متابعة علاجية، يصبح التقييم الطبي المتخصص هو الخطوة الأكثر أمانًا واطمئنانًا.
في مستشفيات مغربي، يقدّم أطباء الأنف والأذن والحنجرة تقييماً لطيفًا ودقيقًا يساعد الأهل على اتخاذ القرار الصحيح دون قلق.تعرف على خدمات قسم الأنف والأذن والحنجرة في مغربي
نعم، في أغلب الحالات يكون التهاب اللوزتين ناتجًا عن عدوى فيروسية أو بكتيرية تنتقل عبر الرذاذ أو مشاركة الأدوات. ينتشر المرض بسهولة بين الأطفال في المدارس والحضانات، لذلك يُنصح بتجنب الاحتكاك القريب وغسل اليدين بانتظام خلال فترة العدوى.
يستمر الالتهاب الفيروسي عادة بين 3–7 أيام، بينما قد يستغرق الالتهاب البكتيري مدة أطول قليلاً حتى تحسّن الأعراض بعد بدء المضاد الحيوي. وتختلف المدة بحسب عمر الطفل وشدة الالتهاب. يجب مراجعة الطبيب إذا استمرت الحرارة أكثر من 48 ساعة.
الالتهاب الفيروسي يصاحبه سعال، رشح، واحمرار عام في الحلق. أما الالتهاب البكتيري فيتميز بحرارة مرتفعة، ألم شديد عند البلع، وصديد واضح على اللوزتين. التشخيص الأدق يتم عند طبيب الأنف والأذن والحنجرة، وقد يحتاج إلى مسحة للحلق.
يُنصح بمراجعة الطبيب في حال وجود صعوبة في التنفس أو البلع، حرارة مرتفعة لا تهدأ، صديد على اللوزتين، خمول شديد، أو إذا كان الالتهاب متكررًا. التدخل المبكر يساعد على تجنب المضاعفات وتحسين التعافي.
نعم، قد يوصي الطبيب بـ عملية اللوز عند الأطفال إذا تكرر الالتهاب مرات عديدة أو أثّر على تنفس الطفل ونومه ونشاطه اليومي. القرار يعتمد على تقييم دقيق للحالة، وليس على عدد مرات الالتهاب فقط.
التهاب اللوزتين عند الأطفال من الحالات الشائعة التي تسبب قلقًا للأهل، لكن فهم الأعراض وطرق العلاج يساعد على التعامل معها بثقة وفعالية. في أغلب الحالات يكون الالتهاب بسيطًا ويستجيب للعلاج المنزلي أو الخافضات، بينما تتطلب الحالات البكتيرية متابعة طبية للتأكد من اختيار العلاج المناسب. ويبقى التقييم الطبي مهمًا عند استمرار الأعراض أو تكرار الالتهاب، لضمان راحة الطفل وسلامته.
تم التحرير والمراجعة الطبية بواسطة
الدكتور هشام عبدالعزيز
استشاري الأنف والأذن والحنجرة – مستشفيات مغربي
المعلومات الواردة في هذا المقال لأغراض التثقيف الصحي فقط، ولا تُعد بديلاً عن استشارة الطبيب المختص. يجب مراجعة الطبيب عند وجود أعراض شديدة أو مستمرة.