الغدد الصماء هي عبارة عن مجموعة من الخلايا التي تنتمي لجهاز يطلق عليه، «الغدد الصماء»الذي يفرز هرمونات داخل دم الإنسان مباشرة  حتى تصل إلى أجزاء وخلايا الجسم المختلفة. تقوم الهرمونات بدورها في التحكم بوظائف الجسم المختلفة، مثل النوم، والتنفس، والحركة، والتطور الجنسي، والنمو، والإدراك الحسي، والتمثيل الغذائي، إلى جانب قيامها بتنظيم عملية الأيض.  

لماذا سميت الغدد الصماء بهذا الاسم؟

أطلق العلماء هذا الاسم على هذه الغدد، بعدما وجدوا أنها بلا قنوات، بحيث تقوم بإفراز وإنتاج الهرمونات إلى الدم بشكل مباشر ودون وسيط.  

أنواع الغدد الصماء

يحتوي جسم الإنسان على تسعة غدد صماء رئيسية، وهي:

• الغدة تحت المهاد

وتعتبر هذه الغدة هي همزة الوصل الوحيدة بين الجهاز العصبي للإنسان، وبين جهاز الغدد الصماء، وتتواجد هذه الغدة بالجزء الأوسط أسفل الدماغ، وتقوم بدورها في جمع المعلومات من الدماغ وإرسالها في صورة هرمونات للغدة النخامية.

• الغدة النخامية

وهي الغدة المسئولة عن باقي الغدد في جسم الإنسان، لكونها تقوم بتحفيز وتنظيم وإفراز الهرمونات بالشكل المطلوب، وتتواجد هذه الغدة صغيرة الحجم، بمنطقة قاعدة الدماغ.

وتقوم هذه الغدة بصناعة وإفراز الكثير من الهرمونات مثل «هرمون النمو، هرمون إنتاج حليب الأم للنساء المرضعات، هرمون إدرار البول، هرمون تقليل الألم، هرمون النمو الجنسي، وهرمونات محفزة للغدة الدرقية، والغدة الكظرية».

•  الغدة الدرقية

تشبه هذه الغدة، الفراشة، في شكلها، وتتواجد بالمنطقة الأمامية من الرقبة السفلية، وتقوم بدورها في عملية التمثيل الغذائي، من حرق الطعام وتحويله لطاقة.

كما تقوم أيضًا هذه الغدة بدورًا هامًا في إحداث توازن بالجسم عن طريق تطور الدماغ والأعصاب، وكذلك صحة ونمو وتطور العظام و توازن معدلات حرق الطعام و تخزين الدهون، وذلك من خلال الهرمونات التي تفرزها، مثل هرمون الغدة الدرقية (T4)، وهرمون كالسيتونين، وهرمون ثلاثي يودوثيرونين (T3).

• الغدد جارات الدرقية

ويطلق عليها هذا الاسم لتواجدها إلى جانب الغدة الدرقية، وهي مكونة من 4 غدد صغيرة، تقوم بإفراز هرمون الغدة الدرقية، قبل أن يقوم مع هرمون الكالسيتونين، لتنظيم مستويات الكالسيوم، والفوسفات، وفيتامين د في الدم.

•  البنكرياس

بالرغم من كونه عضوًا من أعضاء الجهاز الهضمي، إلا أنه أيضًا يعد غدة صماء، تتلخص مهمته في السيطرة على نسبة السكر والجلوكوز في الدم.

ويقوم البنكرياس بهذه المهمة، من خلال إفراز هرمون الأنسولين وهرمون الجلوكاجون، وهرمون السوماتوستاتين.

•  الغدة الصنوبرية

توجد هذه الغدة، بمنتصف الدماغ، وهي المسئولة عن التحكم في تنظيم دورة النوم للإنسان من خلال إفراز هرمون الميلاتونين.

• الغدة الزعترية

 وتلعب هذه الغدة الدور الأهم داخل الجهاز المناعي للإنسان، وهو تسهيل عمل الجهاز التكيفي عن طريق تطوير وتدريب الخلايا اللمفاوية التائية.

• الغدة الكظرية

وهي عبارة عن غدتان، كل واحدة منهما تقع أعلى الكليتين، وتقوم بدورها في تنظيم ضغط الدم ومستويات الملح في الجسم، والاستجابة للإجهاد، وتقوم هاتين الغدتين بإفراز وإنتاج الهرمونات الجنسية، والكورتيزول والألدوستيرون، بواسطة قشرة الغدة الكظرية الخارجية، إلى جانب إفراز هرمون الأدرينالين (هرمون الخوف)، بواسطة نخاع الغدة الكظرية.

• الغدد التناسلية

وتعتبر هذه الغدد المسئولة عن إفراز الهرمونات الجنسية، والتي تختلف من الذكر عن الأنثى،  حيث يحتوي الذكر على الغدد التناسلية والمعروفة باسم «الخصيتين»، بينما تسمى هذه الغدد عند الإناث بـ «المبيضين», وتتواجد الخصيتين داخل كيس الصفن، وتتمثل وظيفتها في إفراز هرمونات الأندروجينات أثناء مرحلة البلوغ عند الذكور.

بينما تتواجد المبيضين، داخل منطقة الحوض، وتكون مسئولة عن إنتاج البويضات و ظهور علامات البلوغ عند الإناث، من خلال إفراز هرمون البروجسترون وهرمون الأستروجين الأنثوي.

 

عوامل تؤثر على مهام الغدد الصماء

من المعروف أن الغدد تعتمد في أداء وظيفتها على إفراز وإنتاج الهرمونات في الدم عبر الدورة الدموية حتى تصل إلى أجزاء وخلايا الجسم المختلفة للقيام بوظيفتها على أكمل وجه. بالرغم من كون مهمة الغدد مباشرة ولا تحتاج لوسيط، إلا أن هذه الغدد قد تواجه بعض المشكلات للقيام بدورها الأمثل داخل جسم الإنسان، مثل:

• الإجهاد الذهني والبدني

يمثل الإجهاد البدني أو الذهني، خطرًا كبيرًا على حياة الإنسان، والذي يتسبب في إفراز هرمون الكورتيزول بشكل كبير، الأمر الذي يشكل خطورة كبيرة على حياة الإنسان، حال استجابة الغدة الكظرية لهذا الإجهاد.

• العمر

تطرأ بعض التغييرات على الغدد بصفة عامة، مع تقدم العمر، أبرزها اختلاف كمية إفراز الهرمونات، وكذلك تحللها، في حين تختلف استجابة الأنسجة المستهدفة للهرمونات، مع تقدم العمر أيضًا.

• الأمراض

تعد الأمراض هي أبرز العوامل التي تؤثر على وظيفة الغدد الصماء، خاصة الأمراض المزمنة، التي تسبب ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى بعض الهرمونات أو في حالات أخرى إنخفاضا ملحوظا.

 

أمراض الغدد الصماء

أي مرض يتسبب في إرتفاع أو إنخفاض مستوى الهرمونات في الدم يؤثر بشكل واسع على كافة وظائف الجسد ومن ضمن الأمراض المزمنة  التي تؤثر على وظيفة الغدد الصماء:

• متلازمة كوشينج

وتحدث هذه المتلازمة بسبب الزيادة في إفراز هرمون الكورتيزول بالدم الذي تنتجه الغدة الكظرية، وهو ما ينتج عنه ظهور بعض الأعراض التي ترتبط ارتباط وثيق بنسبة ارتفاع هذا الهرمون.

ومن أهم وأبرز أعراضه:

• • زيادة الوزن.
  • حب الشباب.
  • ظهور بروز على الظهر والكتف.
  • تمدد الجلد على البطن.
  • انخفاض الشهوة الجنسية، والخصوبة عند الذكور.
  • اضطرابات في مواعيد الدورة الشهرية عند الإناث.
  • زيادة سماكة شعر الجسم والوجه للإناث.

• مرض السكري

وهو أحد الأمراض المزمنة التي تتسبب في ارتفاع مستوى سكّر الجلوكوز بالدم، نتيجة وجود خلل بهرمون الأنسولين الذي يفرزه البنكرياس (وهو احد أنواع الغدد الصماء).

وتتمثل أعراض هذا المرض، بنوعيه الأول والثاني، فيما يلي:

• • العطش الشديد.
  • التبول المفرط.
  • الجوع الشديد.
  • فقدان الوزن.
  • صعوبة في التئام الجروح.
  • الشعور بالإجهاد بصفة عامة.
  • تشوش مستوى الرؤية.

اقرا ايضا " أسباب وأعراض وطرق علاج داء السكري "  

علاج مشاكل الغدد الصماء

يعتمد علاج الغدد الصماء، في المحافظة على توازن الهرمونات التي تفرزها هذه الغدد، لتجنب التعرض للأمراض السابقة, بعد تناول أدوية ضبط مستوى الهرمون تحت إشراف الطبيب يمكنك عمل الآتي:

• الحرص على تناول البروتينات والألياف والدهون الصحية.
• ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
• الحد من تناول السكريات والكربوهيدرات المكررة
• الراحة الكافية، وعدم التعرض للإجهاد.
• الحفاظ على التوازن الغذائي، ما بين الإفراط والندرة.
• الحرص على تناول الشاي الأخضر، باعتباره أكثر المشروبات الصحية على مستوى العالم.
• تناول أحماض أوميجا (3) بكثرة.
• منح كافة أعضاء الجسم النوم الكافي.

 

أطعمة مفيدة للغدد الصماء

• الألبان.
• النباتات البحرية.
• العنبيات.
• الشوفان.
• سمك السالمون.
• الباستا.

 

أطعمة ضارة للغدد الصماء

• المشروبات الغازية
• القهوة ومنتجات الكافيين.
• البقول الحبية والملفوف.
• الأطعمة السكرية.